السؤال.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. باختصار:
قبل فترة قرابة الشهرين توفي لي أعز إنسان لي في هذه الدنيا، وأنا كنت خارج المدينة التي نسكنها، والآن عدت لهذه المدينة.
منذ سماعي لخبر وفاته، وأنا في حالة نفسية صعبة، كل يوم أتذكره، ودموعي تنزل، وأدعو له، كرهت الدنيا, أشعر أن الدنيا من بعده، مالها أي معنى!
كل يوم أمر من أماكن كان هو معي وأحزن، والذي يحزنني أكثر وأكثر أنه دفن بمقبرة بجوار منزلي تماما, ودائما يأتيني في أحلامي، وأزداد شوقا إليه، كل شيء من حولي يذكرني به.
كانت كل أحلامنا مع بعض، وفجأة ذهب كل شيء واختفى.
هذه معاناتي باختصار أتمنى أن أجد الحل بأسرع وقت.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يزيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
نسأل الله تعالى الرحمة لهذا الشخص الذي توفي، ولجميع موتى المسلمين، لاشك أن الموت مصيبة، وأن الموت أمر جلل، وأنت تحس بشعور وجداني طيب حيال هذا المتوفى، هذا الشعور الطيب، أقصد به التأثر عند التعبير بالأحزانز
وهذا أمر مقبول والإنسان يعزي نفسه من خلال أن الموت حقيقة ثابت {إنك ميت وإنهم ميتون} أنا أقدر تشبعك الوجداني، وأقدر سنك، وأقدر كل هذا، وأعرف تماماً أن هذا التفاعل الإنساني سوف يبدأ إن شاء الله يقل.
وبعد ذلك سوف تتطبع على التكيف، ولكن أريدك عاجلا بأن تقلل من أحزانك، وأن تكثر من الاستغفار، وأن تدعو لهذا الميت بالرحمة، وأنت ذكرت أن كل شيء من حولك يذكرك به، ( وكانت كل أحلامنا مع بعض، وفجأة ذهب كل شيء) في هذه الحالة دائماً أسأل الله تعالى أن يجيرك في مصيبتك، وأن يبدلك خيرا منها، وأسأله تعالى أن يكتب له الجنة هذا هو الحل.
ولابد أيضا أن تتواصل مع ذويه، وأهله إن كان والديه على قيد الحياة، حاول أن تكون باراً بهم، هذا فيه خير عظيم لك، وفي نفس الوقت سوف تحس أنك قد قدمت شيئاً حيالهم، أذهب إلى القبور إذا كانت هنالك جنائز، ولا تتجنب المقابر؛ وهذا فيه شيء من الإيجابية، وأسأل الله له الرحمة والمغفرة.
وأنا متأكد أن الأمر بالنسبة لك ليس فيه جديد، لكن أريدك أن تستوعبه على المستوى العقلي والمعرفي والفكري، هذا هو الجديد، وسوف يفيدك، وفي ذات الوقت لا أقول لك اصرف انتباهك بالتناسي، ولكن اصرف انتباهك من خلال أن تجعل حياتك مفعمة بالحركة، وبالإنتاجية، وبالجدية في دراستك وفاءً لهذا الأخ، وكن متواصلاً على النطاق الاجتماعي، ومارس الرياضة، وأكثر من الخيرات الصالحات، والصلاة وتلاوة القرآن.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، نشكرك على التواصل، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
الكاتب: د. محمد عبد العليم
المصدر: الشبكة الإسلامية